يتمثل التراث المادي في الاثار والمباني و الأماكن الدينية و التاريخية من معابد و مقابر أومنشآت سكنية كالقصور وهي بمثابة الجذور التي خلفها الأجداد لتكون عبرة من الماضي تمتد الى الحاضر و مدينة منوبة مثل غيرها من المدن التونسية التي تواترت عليها الحضارات باختلاف ثقافاتها تزخر بعدة قصور ،مثل قصر الوردة ،قصر قبة النحاس ....... هذا الى جانب العديد من المنازل .
وتؤكد المعالم الأثرية العديدة بالجهة أن تواجد الانسان بها يرجع إلى عهد ضارب في القدم ،فمنذ العهد البونيقي والعهد القرطاجني احتلت منوبة مكانة هامة باعتبارها ملتقى للطرقات الرئيسية المؤدية إلى الكاف ،باجة والسهول الكبرى
وقد ظلت منوبة إلى العصور الحديثة معبرا يفتح على مناطق الشمال ، وقد كان لهذا الموقع الجغرافي انعكاسا على الحياة العامة فنشطت بذلك الحركة العمرانية وتوسعت المدينة.
وفي العهد الحفصي اعتلت المدينة مرتبة أكثر تميزا بحكم تحول تونس إلى عاصمة ، إذ تركز الاهتمام حينها على الضواحي ومن بينها منوبة التي ستصبح مقر إقامة وجهاء البلاد وأعيانها حيث الرياض والبساتين والطبيعة الساحرة.
وقد ترك هذا الوضع الجغرافي بصماته حتى على الحياة الروحية فعززت حركة التصوف التي لقيت صدى وانتشارا فظهرت تبعا لذلك السيدة الفاضلة "للّة عايشة المنوبية" (ق 13ه)من أتباع الطريقة الشاذلية.
وفي العهد الحسيني تحولت منوبة إلى مقر إقامة البايات الحسينيين وتتالت حركة التعمير الواسعة وتم بناء عدد هائل من القصور والإقامات الفخمة لنبلاء البلاد و أثرياها حيث بلغ عددها 24 قصرا ما زال بعضها قائما إلى اليوم